تكنولوجيا دعم وإصلاح الأنابيب تحت سطح البحر (ASSIST)

يتكون النظام الذي طورته شركة دولفين للطاقة المحدودة لدعم وإصلاح الأنابيب تحت سطح البحر من ثلاثة عناصر رئيسية: معدات تحت البحر والمرافق الخاصة بالنظام المتطور واتفاقيات الدعم.

معدات تحت البحر: قام فريقنا بالتعاون مع شركاء ومقاولين دوليين، بابتكار وتصميم وتصنيع وتجربة أحدث جيل من تكنولوجيا الإصلاح البحري. وأدى ذلك لتطوير تكنولوجياً فريدة من نوعها، تتمثل في عدد من الأجهزة الضخمة يمكن الاستفادة منها في جميع أعمال إصلاح الأنابيب التي تتفاوت أقطارها بين 8 و48 بوصة.
المرافق الخاصة بالنظام المتطور: تم بناء منشآت بحرية خاصة مساحتها 45,000 متر مربع في مدينة خليفة الصناعية بأبوظبي. وتستخدم هذه المنشآت والتي توفر منفذاً سهلاً لميناء خليفة، في تخزين ومناولة معدات الأنابيب البحرية، كما تعمل أيضاً كمركز لكافة أنواع الإصلاحات والاستجابة لأعطال الأنظمة البحرية.
اتفاقيات الدعم: لتوفير الدعم الفني للنظام المتطور، تم توقيع عقود مع شركات متخصصة لتوفير كافة خدمات الدعم المطلوبة وكذلك توفير المعدات غير المملوكة للمشروع.

تشمل تكنولوجيا دعم وإصلاح الأنابيب تحت سطح البحر منصة إطلاق واستقبال فريدة تعمل ذاتياً وبدون الاستعانة بغواصين وتتيح وقف وعزل أي تسرب في خط الأنابيب في قاع البحر، وبالتالي يسمح بمتابعة اصلاح الأنابيب في بيئة جافة.

وتضمن هذه الطريقة الفريدة توفر بيئة عمل آمنة قبل أن يتم إرسال الغواصين. حيث أن تصميم النظام المتطور يتيح إفراغ الماء من خط الأنابيب البحري، فلن تكون هناك حاجة بالتالي للتعامل مع كميات كبيرة من مياه البحر الممزوجة بالمواد الهايدروكربونية في محطة الاستقبال.

إضافة لذلك، سوف تنخفض مخاطر حدوث أعطال في الأنظمة والمعدات البرية مثل صمامات الإغلاق الطارئة الحساسة، حيث تتم إزالة مياه البحر من خط الأنابيب قبل البدء بأعمال الاصلاح وإعادة التشغيل، وهو ما يؤدي بدوره لإنخفاض احتمالات التعرض للمخاطر نتيجة للتآكل.

ويمكن أن يستغرق إصلاح أنظمة خطوط الأنابيب فترات طويلة مما يزيد بذلك من نسبة المخاطر بسبب الفترة الزمنية الطويلة المطلوبة للتجهيز لعملية الإصلاح وتنفيذها إذا لم تكن الوسائل والأدوات متوفرة حينها، إضافة للتحديات والمخاطر الفنية، مثل الاضطرار لإخراج الأنابيب ذات الأقطار الكبيرة للسطح للقيام بتثبيت الوصلات عليها.

وفي المقابل، يمكن لتكنولوجيا دعم وإصلاح الأنابيب تحت سطح البحر أن يختصر مدة الإصلاح بما لديه من وسائل وأدوات ضرورية وملائمة للقيام بالإصلاح وكذلك استبعاد أي مخاطر فنية من خلال مقدرته على إجراء الإصلاح على قاع البحر. إضافة لذلك، يعيد نظام اللحام تحت الماء في ظروف الضغط العالي سماكة اللحام على خطوط الأنابيب المتضررة إلى حالته الأصلية، ويدعم الوصلات الأخرى مثل وصلات خطوط الأنابيب.

إذا ما تعرض خط الأنابيب البحري لأضرار، يتم إخراجه من الخدمة ومن ثم إجراء مسح لحالته والذي بدوره يعطي تفاصيلاً عن موقع وحجم الضرر وكذلك عن كمية المياه التي دخلت لخط الأنابيب.

بعد ذلك تقوم سفينة الإصلاح بنقل معدات الإصلاح إلى الموقع المحدد، ثم يتم إزالة الخرسانة من على خط الأنابيب المتضرر ومن ثم يقطع الجزء المتضرر من خطوط الأنابيب وبمجرد الانتهاء من عملية القطع، يتم تثبيت جهاز الإطلاق والاستقبال بدون الاستعانة بغواصين وإفراغ الأنبوب من المياه ثم إدخال أداة العزل لتوفير بيئة آمنة للغواصين عندما يبدؤون عملهم.

يتم بعد ذلك توصيل الجزء الجديد من الأنابيب إلى خط الأنابيب عن طريق اللحام بالضغط العالي داخل الغرفة العازلة والتي توفر بيئة جافة تتيح للغواصين المتخصصين الدخول والعمل داخل الغرفة العازلة التي يكون ضغطها مماثلاً للضغط في موقع الإصلاح.

وهذا يعني أن الغواصين يتم نقلهم مباشرة من نظام الغوص المضغوط فوق سفينة دعم الغوص إلى الغرفة العازلة التي يتوفر بها نسبة ضغط مماثلة، وبمجرد دخولهم الغرفة العازلة، يقوم الغواصون بخلع عدة الغوص ووضع معدات الحماية الشخصية ثم لحام الأنبوب الممتد على قاع البحر.

بعد الانتهاء من اللحام وفحصه جيداً، يتم رفع الغرفة العازلة للسطح ومباشرة الخطوات الأخرى. وبمجرد الانتهاء من عملية الإصلاح على الطرفين المتضررين من خط الأنابيب، يكون بإمكاننا استئناف ضخ الغاز.

يمكن للنظام المتطور لتكنولوجيا دعم وإصلاح الأنابيب تحت سطح البحر أن يوفر قيمة اقتصادية كبيرة من خلال جاهزيته لإصلاح مختلف أنواع خطوط الأنابيب البحرية في فترة زمنية قصيرة، خاصةً خطوط الأنابيب الناقلة للنفط الخام والغاز عبر الحدود وخطوط الأنابيب الناقلة لمنتجات الخام من موقع الإنتاج إلى المصافي أو محطات المعالجة. ويساهم تقصير فترات الإصلاح في توفير تكاليف كبيرة عبر تقليل الفاقد في المنتجات.

ولدعم هذا التوجه، يتم حفظ النظام المتطور وهو في حالة استعداد دائم. وقد تم بالفعل الترتيب لحملات الصيانة والفحص السنوية لكافة معدات نظام الإصلاح، كما يتم إجراء تمارين وتدريبات بصورة منتظمة للتأكد من أن جميع عناصر النظام المتطور والمعدات في حالة تشغيلية ممتازة.

بالإضافة لذلك، ونسبة لاستطاعة النظام المتطور على دعم عمليات وصل الأنابيب تحت الماء وعمل التوصيلات بدون الحاجة لوقف عملية ضخ الغاز على خط الأنابيب وبناء خطوط جديدة أو توسيع الخطوط البحرية القائمة (إضافة لإصلاحها)، فقد بات بالإمكان توفر فوائد اقتصادية واستراتيجية عبر السماح لمشغلين آخرين بالاستفادة من النظام المتطور عندما يحتاجون إليه.

وبينما يعمل النظام المتطور حالياً على استبعاد أي أثر للأعطال على خطوطنا البحرية، يمكن أيضاً استغلال النظام المتطور لإصلاح خطوط الأنابيب التي تتراوح أقطارها بين 8 و48 بوصة وذلك بإجراء تعديلات وإضافات بسيطة عليه.

وينتظر أن يحدث هذا النظام المتطور تأثيراً إيجابياً قوياً على قطاع النفط والغاز والمنطقة وذلك من ثلاث نواحي رئيسية، وهي سلامة وتكامل الأصول، الابتكار التقني وتطوير القدرات:

سلامة وتكامل الأصول: خلال عملية الاصلاح تحت البحر، يساهم تصميم آلية الإطلاق والاستقبال تحت الماء بدون غواص في تقليل احتمالية تعرض الأنابيب الداخلية لمياه البحر وفي حماية الأنظمة والمعدات البرية من خطر التلوث. ويساهم الإصلاح باللحام في الغرفة العازلة أيضاً في إعادة خط الأنابيب لحالته الأصلية وبالتالي الحيلولة دون وقوع أي تسربات عبر حواف أو وصلات خطوط الأنابيب.

الابتكار التقني: حالياً يغطي تصميم آلية الإطلاق والاستقبال تحت الماء بدون غواص الأنابيب ذات القطر 36 بوصة و48 بوصة، ولكن يمكن تعديل آلية الإطلاق والاستقبال ليوافق الأنابيب بأقطار أصغر. ويمكن إعادة استخدام آلية التثبيت تحت الماء للأنابيب من جميع الأقطار، مما يساهم في خفض التكاليف الاستثمارية المطلوبة.

تطوير القدرات: يغطي النظام المتطور العديد من الجوانب ذات العلاقة بإصلاح خطوط الأنابيب البحرية. وقد ساهم أثناء تطويره في قيام تعاون بين العديد من الشركات التي تتمتع بخبرات طويلة في هذا المجال. وسوف يستمر هذا التعاون خلال مراحل صيانة وتشغيل النظام المتطور في أبوظبي مما يضمن تطوير القدرات والخبرات في مجال الإصلاحات البحرية وتوفرها لخدمة الأسواق المحلية.